أفـلا أكـون عبدًا شَكُـورًا

الشكر لله اعتراف بفضل, و احترام لنعمة , فالأنبياء حـامديـن لله شـاكرين , فإبراهيم – عليه السلام - كان شاكــراً لأنعم الله ﴿ شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾... [النحل: 121] , وكذلك سيدنا نــوح (كَانَ عَبْداً شَكُوراً )... [الإســراء: 3] , كما حث القرآن في مواضع كثيرة على الشكر لله ( وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾... [النحل: 78]. ﴿ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ﴾... [البقرة: 152].

إننا ننسى أن نشكر الله لأننا لا نتأمل في البركات ولا نحسب ما لدينا...ولأننا نرى المتاعب فنتذمر ولا نرى البركات والنعم , قال أحدهم: إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواك .. وكان الأجدر بنا أن نشكره لأنه جعل فوق الشوك ورداً..., كما إن الشكر لله لا يعاكس الطموح نحو الأفضل ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ .....﴾ ... [إبراهيم: 7] وقال تعالى ﴿ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ ... [آل عمران: 145].

فالحمد والشكر لله على جميع النعم (...وَ إِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا... ) [إبراهــيم: 34]. , الحمد والشكر لله على العائلة التي احتضنتني وربتني تربية حسنة , الحمد لله على الأصدقاء , الحمد و الشكر لله على الخلق والخُلق , الشكر لله على صحة البدن ، أشكرك ربي ما تعاقب الليل والنهار, أشكرك ربي عدد خلقك , وزنة عرشك , ومداد كلماتك .

آكل وأشرب والبس جُل ما أُوريد حيث جاع وعطش وتعرى غيري , سكنت ودرست حيث تشرد غيري ....فالشكر لله على كل نعمه أنعمها علينا ,أهمها نعمة التوحــيد‏ ﴿ وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ ... [النحل: 114].

ابعد هذا كله ( أفلا أكون عبدًا شَكُورًا ) كمــا قال الرســول عليه الصلاة والســلام .

الســلام عليكـــم