طرابلس الحب

طرابلس عروس البحر ولؤلؤة الساحل العربي المطل على البحر المتوسط عاصمة الدولة الليبية و أكبر مدنها يقطنها حوالي المليون ليبي ، لها مكانه في قلوب كل الليبيين ، هي واجهة ليبيا للعالم الخارجي ، يتوجه لها كل الليبين سواء للتجارة ، السفر للخارج ، للعمل وإنهاء الكثير من المعاملات الادارية .

كانت لي رحلة لها خلال الاسابيع القليلة الماضية لحضور احد المؤتمرات ، تجولت في شوارعها واسواقها ومطاعمها ، قابلت بعض الشخصيات هناك ممن اعرفهم تعاملت مع سكانها سواء في الاسواق او المطاعم او سيارات الاجرة، كانت معاملتهم لطيفة بالذات عند معرفتهم بأني من خارج المدينه.

حدث لي موقف في يوم رحلتي الاخير هناك عندما ركبت سيارة الاجره سألني سائق السيارة الكثير من الاسئلة كان احداها "ما رأيك في طرابلس " فبدأت بوصف المدينة كونها اجمل وأكبر مدن ليبيا وارتياحي لمعاملة الطرابلسيين هناك ، ثم قلت له يجب ان تكون طرابلس افضل لانها تمثل ليبيا ويجب ان تنافس باقي العواصم على الاقل القريبة منا ...استوقفني السائق وقال مما تشكو طرابلس فأجبت لدى طرابلس الكثير ولكن ينقصها الكثير أيضا , ينقصها نظافة وتخطيط شوارعها ، مواقف خاصة للحافلات وشبكة مواصلات داخل المدينة ارقي وافضل من الحالي ، ينقصها لافتات لوصف الطرق وخرائط توضيحية لشوارع واحياء والمراكز المهمة للمدينه ، ينقصها شبكة قطارات تسهل الحركة داخل المدينة .... وطال الحديث.

فما كان منه الا ان قال لي " وهو في مدينتك في هذا الكلام " ، وبدأ يتهمني بأني أكره طرابلس وأخذ يقارن طرابلس بباقي مدن ليبيا ، بصراحة كلامه كان كله مضبوظ فطربلس اكثر واجمل مدن الجماهيرية ( مع احترامي لكل مدن ليبيا الا ان العاصمة هي العاصمة ) ، بس ما ضايقني في كلام السائق امران هما:

اولهما انه اعتبرني اكره المدينة وكأنها ليست في نطاق دولتي ، على العكس تبقى طرابلس مدينه كل الليبيين ولا غنى عنها لكل ليبي بالذات في ظل المركزية الادارية في كثير من القطاعات وحبنا لها لا نقاش فيه.

ثانياً عندما قارن طرابلس بباقي المدن الليبية ، ربما حباً في مدينته تطلع إلى الخلف و قارنها بمدن اقل منها مساحة وكثافة سكانية ، ولكني ايضا حباً في عاصمة دولتي ( واسمها "طرابلس الحب " كما قال الشاعر على صدقي ) تطلعت إلى الامام وقارنتها بباقي عواصم الدول المجاورة ، وكما قال الشاعر على صدقي ( رحمه الله ) :

أن رأيتموني ماشياً ، خدعكم نظركم ، أنا أركب فرسي
أوصاني أبي : أطعم فرسك السكر ، لتكتشف طرابلس

وأسال أمي : أسمك فاطمة ، أسمي على ، فما أسم طرابلس؟
ضحكم أمي ،أنسيت قال لك لبني : طرابلس الحب !؟

السلام عليكم