كانت لي زيارة سريعة لسوريا نهاية عام 2010 م حيث مررت بعدة محافظات منها درعا , دمشق و ريف دمشق ( الزبداني ) , أزداد يقيني عند بداية دخولي عبر المعبر الحدودي بين الاردن و سوريا عن طبيعة النظام هناك ( فالمكتوب واضح من عنوانه ) , فعلى ضعف إمكانيات الدولة الاردنية إلا إن المرافق الخدمية و البنية التحتية لها أفضل بكثير و بعدة مراحل عن المرافق و البنية التحتية في سوريا , ربما لم أتفاجئ بصور الرئيس السوري و أبيه الموجودة على المباني و الشوارع داخل المدن , فقد كنا نعاني من نفس هذه الظاهرة في ليبيا , لكنها في سوريا كانت في كل مكان حتى أن واحدة لفتت نظري موضوعة أعلى هضبة نائية على الطريق السريع القادم من الاردن .
مرت الشهور و الايام بعد تلك الرحلة , و بدأت الانتفاضة في تونس , و تعاقبت في عدة دول حتى وصلت إلى ليبيا , وبدأت تظهر ملامح ثورة حقيقية في سورية , صراحة لم اتمنى اندلاعها لان لدي قناعة بأن النظام في سوريا سيمسح كل شئ ضده كما أراد أن يفعل النظام الليبي و الفرق هنا أن النظام السوري ستترك يده تمتد إلى كل ما هو ( ضد ) لان ( في نظري ) الحركة السياسية العالمية لديها مصالح في سوريا غير التي في ليبيا , ففي الوقت الذي تريد فيه بعض القوى العالمية مثل فرنسا و بريطانيا و ايطاليا استقرار سريع في ليبيا فإن قوى أخرى تريد أن تضع سوريا كدولة بين النظام الذي سيحمى بالموقف الروسي و بين الجيش السوري الحر الذي ربما سيدعم عبر تركيا و المحافظات العراقية المجاورة لسوريا خصوصاً محافظة الانبار بدعم خليجي أعلامي و خدمي مساند ( لوجستي ) تدعمه قطر أساساً و مع الوقت ستصبح السعودية والكويت ربما الداعم لهذا التوجه المفروض أدبياً و أخلاقياً لمساندة الشعب السوري .
كل ما اتمناه أن تحل المشكلة السورية سريعاً و أن يعي النظام السوري أنه لا حل في ظل وجوده و إذا استمر بذكائه السياسي المفرط ( حماقة ) سيدمر سوريا , إن كان يحب سوريا و يخاف على مصالح ( القومية العربية ) كما يقول فعليه إن يفعل كما فعل النظام المصري السابق و أن يسلم سوريا كدولة إلى السوريين لا أن يجعلها مرتعاً لحرب قد تطول أكثر من المتوقع و قد تتحول إلى نقطة بداية لحرب إقليمية لا تعرف نتائجها سلباً أو إيجاباً على المنطقة .
الــســــــــــــــلام عـليكــــــــــــم