لعل من أصعب اللحظات التي عشناها خلال فترة الحرب هي لحظة إلقاء سيف الإسلام القذافي لخطابه الاول منتصف ليل الاحد 20/02/2011 م ، و بالرغم من تصريحه في ذلك الخطاب بإعطاء بعض التنازلات السطحية مثل وضع دستور و تغيير علم و...و... إلخ ، إلا إنه لم يعطي الانطباع بأن يكون صادقاً و جاداً في ذلك فقد أرفق ذلك بجمل الترويع و التهديد و الوعيد . و ما غاض الكثير من الليبيين عدا ذلك هو تلويحه باصبعه السبابة على طول فترة الخطاب و خصوصاً في مثل هكذا أحداث و من شخصية كهذه يفترض بأن تكون محترمه ;^^ ، و ربما لهذا السبب قُطعت أصابعه الثلاث التي كان يلوح بها عند القبض عليه.
في تلك اللحظات ( لحظات الخطاب ) تذكرت الفترة التي عشتها في ماليزيا و عادات شعب المالاي الذين لا يحبذون اطلاقاً الاشارة إليهم أو إلى غيرهم باصبع السبابة عند الحديث معهم مستعيضين عن ذلك بالاشارة بأصبع الابهام . و عموما ً ... فمن غير المحبذ الإشارة إلى الناس باصبع السبابة بشكل مباشر ، و بالرغم من شعورنا بالامتعاض عند إشارة شخص ما إلينا بسبابته إلا إننا لازلنا نشير إلى الاشخاص كذلك .