نجح الثوار أخيراً في تحقيق الهدف الذي خرجوا من أجله مسلحين و هو إسقاط النظام و القبض على العقيد الفار معمر بو منيار حياً أو ميتاً ، و كان لهم ذلك ، فبعد ازدياد الحصار على أخر معقل يحتمي به العقيد و من معه حاولوا الفرار و الخروج من ذلك الحصار من الجهة الغربية إلى منظقة وادي جارف إلا أن الثور تفطنوا لذلك بمساعدة قوات النيتو التي ابلغت غرفة العمليات على الارض بخروج رتل من السيارات ، فرقت الطائرات الفرنسية و الامريكية ذلك الرتل و قامت كتائب الثوار التي كانت ترتكز في تلك المنطقة بمحاصرة من كان في الرتل ، حدث إطلاق ناري كثيف بين الثوار و القوات التي كانت بالرتل ، بعد عدة ساعات تمكنوا الثوار من قتل عدد منهم و القبض على من تبقى ، العقيد و أبنه المعتصم و أبو بكر يونس و اثنين من اولاده كانوا مِن مَن قتلوا .
بعد هذا الحدث يحق الفرح لكل ليبي كان العقيد معمر سبباً في حزنه ، لكل أم و أب قتل أبنهما منذ 1969 و حتى اليوم ، إلى كل زوجة مات عنها زوجها ، إلى كل طفل و شاب و شابة فقدوا معنى الابوة ، إلى كل صديق فقد صديقه .
لكن علينا أن لا ننسي أن خروج الليبيين في 17 فبراير لم يكن هدفه الاساس إزالة نظام القذافي ، بل إزالة كل مظاهر الظلم ، كل مظاهر التخلف ، كل مظاهر الاستبداد ، إزالة كل ما يقف مانعاً لذلك و كان أولها نظام القذافي . لذلك علينا و على قادتنا الجدد العمل عل الخطوة الثانية بعد إزالة القذافي و هي استقرار الجيش تحت راية واحدة و جمع السلاح و جعل الولاء لبناء الوطن لا للمصالح الشخصية و الفكرية . انتصرارنا هو الحفاظ على ليبيا مستقرة ، متمسكين بأخلاقنا و ديننا ، عاملين على تطويرها إقتصادياً و عمرانياً و علمياً .
و للحديث بقيه بعون الله
السلام عليكم