انقلبت المقاييس في عصرنا و انقلب معها وصف و تسمية الأشياء و الأشخاص ، فالكثير من الاوصاف التي كانت في غير زماننا يستنكرها الناس ، أصبحوا اليوم يصفونها و يسمونها بأجمل و أبرق المسميات ، فتحول السارق إلى الشخص الشاطر الذي يعرف كيف يعيش ، و الكاذب بالذكي الذي يعرف كيف يخلص نفسه من أصعب المواقف ، و كثير من المغنيين و الممثلين أصبحوا فنانين يلقبون بالنجوم والنجمات .
الامثلة كثيرة و منها تسمية " رياضة الفن النبيل " االمقصود بها الملاكمة !، التي هي في أعتقادي بعيده كل البعد عن النبل لان هذه " الرياضة " تعتمد كلياً على ضرب الرأس ، هذا الرأس يحوي الدماغ و الكل يعرف اهمية الدماغ و حساسيته ، و الوجه الذي به أغلب الأعضاء الحسية و أهمها العيون ، بالاضافة إلى أن الوجه يعتبر أشرف ما في الانسان و لذلك نهى الرسول عليه الصلاة والسلام على ضرب الوجه عندما قال " إذ قاتل أحدكم أخاه فليتجنب الوجه " رواه الشيخان ، حتى أنه لا يجوز ضرب الوجه حتى عند إقامة الحد فما بالكم باللعب !
مر تاريخ الملاكمة بعدد من الحالات التي أدت بالضرر ربما لحد الموت لبعض الملاكمين بشكل مباشر داخل حبال الحلبة أو بشكل غير مباشر ، وهذه بعض الامثله :-
- بيلي كولينز ، أحد أبطال الفن النبيل من مواليد 1961 لعب 15 مبارة فاز في 14 مبارة في الوزن المتوسط منها 11 مبارة انتهت بالضربة القاضية ( KO ) ، أدت لكمات من منافسه الذي ازال البطانة الواقية الموجودة داخل القفازات إلى تمزق قزحية عين ( بيلي ) مما أدى إلى ضعف كبير في الرؤية لدى ( بيلي ) مما منعه من الملاكمة مرة أخرى ، عائلته و جدته ميتاً إثر حادث سيارة معتقدين بأنه إنتحر .
- بيكي زيرلينتس ، أدى هوس الغرب و قلة إحترامهم للمرأه إلى أدخالها إلى حلبة الملاكمة وفقد طبيعتها ، وما ( بيكي زيرلينتس ) إلا أحد الضحايا ذلك الهوس ، فقد توفيت عام 2005 بعدما سقطت مغشياً عليها خلال مبارة للهواة في مدينة دنفر الامريكية نتيجة صدمة حادة على الرأس من منافستها على الرغم من إرتدائها الخوذه الواقية .
مثالين من عدة أمثلة تزدان بها رياضة الفن النبيل عبر تاريخها ، أبعدنا الله و أياكم من هذه النبل .
المصدر
- بيلي كولينز